◄مَن أوّلاً: الوطن أم المواطن؟
◄مَن أوّلاً: الوطن أم المواطن؟ مَن الذي يصنع الآخر: الوطن الصالح يصنع المواطن الصالح؟ أم المواطن الصالح يصنع الوطن الصالح؟ لو قلنا: (الوطن) فمن أين يكتسب صلاحَه.. أليسَ الوطنُ بمواطنيه؟ أليسَ الوطنُ الصالحُ هو هذا المجموعُ الكلّي لصلاح أفراده مجتمعين؟ ولو قلنا: (الوطن).. فمن أين يأتيه الصلاح؟ أليس من وطنهِ: أمّاً، ومعلّماً، وإعلاماً، وحكومة، ومراكز توعية أخرى؟ هل هي مشكلة الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة؟ لا.. ليست كذلك. فنحنُ نقول ﺑ«تبادليّة الصلاح» أو جدليّة الصلاح، فكُلٌّ يُكسبُ الآخر صلاحهُ، ويكسبُ منه صلاحهُ. الأوطان.. شخصيات معنوية.. صحيح أنّ هناك حكومة وإدارة وقانون، لكنّ هذه الدوائر المسؤولة هي بالقائمين عليها ومديريها وموظفيها ومواطينها، فبقدر ما تكون الأوطانُ حاملةُ لقيم الصلاح، معتزّةً بها ومدافعةً عنها، إن في مناهجها أو في برامجها، فإنّ المواطن بالتالي هو ابنُها البارّ يتعلّم ويأخذ منها ذلك، وينمو ويترعرع عليه، وبقدر ما يكون أبناءُ الوطن الصالحين، ونركِّز هنا على «الصلاح الديني» تحديداً لأنّه – في اعتقادنا – الأوفر حظاً في امكانية بناء المواطنة الصالحة.. كانت فرص تح